أكثرها وحدة

إنها أكثر الأوقات وحدة بالنسبة إليّ

تلك التي أتأهب فيها للنوم

الغرفة كما أحبها دائماً

بابها مقفل

يكاد يسودها الظلام الدامس

الهدوء يملأ المكان كما هو الحال في الليل

لا أسمع سوى صوت عقارب الساعة

تلك ( التكتكات ) التي تكاد تصيبني بانهيار عصبي

وينتهي بي الحال دائماً بانتزاع حجائر الساعة قبل أن يُجن جنوني

أما أنا

فأكون قابعة في الطرف الأبعد من السرير

وجهي تجاه الحائط

أتخيل أحداً لا أعرف حتى من هو

ولكني أتخيله بجواري

يربت على كتفي

ويضمني بقوة حد الاختناق

إلى أن يقضي على كل شعور بالوحدة يتملكني

وعندما أفتح عينيّ

أجد تلك اليد التي تحتضنني إنما هي يدي

وقد ألقيت بوسادتي بعيداً ..

لأني سئمت من احتضانها .. وهي ساكنة لا تلفني بذراعيها

أعود لخيالاتي

وأتمنى لو أن ذاك الكائن الوهمي ينتشلني من وحدتي ..

إلي عالمه

وعندما أدرك أن تلك الخيالات لم تتحقق

أعود إلى الواقع

أمسك بهاتفي المحمول

أنتظره يرن ..

وأنا واثقة من أنه لن يفعل

ولكني في محاولة يائسة ..

أرجوه أن يفعل

أريد أن أسمع أي صوت آدمي غير صوتي

وفي أوج خيالاتي الوهمية وآمالي اليائسة ..

يغلبني النوم ..

فلا أشعر بشيء

وأخالها أجمل لحظاتي ..

إذ يغيب عني شعور الوحدة ..

الذي ما يلبث أن يعاودني في الليلة التالية

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

p.s.

لا أعلم لمَ تزعجني دقات الساعة تلك

ربما لأنها تعد ثوانيّ

فتُشعرني ببطء الوقت

أو بأنه ساكن لا ينقضي .. !

وربما لأن ضجيجها

يقطع هدوء وحدتي

فيُشعرني أكثر بذلك الهدوء .. !

وربما أن الضجيج بداخلي اشتد

لدرجة أني لم أعد أحتمل أي ضجيج آخر

حتى وإن كان هذا الضجيج الآخر هو في الواقع

مجرد

( تكتكات ) .. !

أو ربما ليس لشيء

سوى أنها بالفعل مزعجة

وتؤذي غشاء طبلتي الأذنية .. !

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بتاريخ

امبارح

الساعة 2.30 بالليل

قبل ما انام !